قنبلة قوية المفعول كانت تستهدف قوات الجيشأفادت مصادر متطابقة تنقلت إلى مكان الحادث، أن الحُفْر الذي خلّفه الانفجار كان عميقا وتحوّل السيارة إلى قطع ركام وقطع، يدلّ على قوة ومفعول القنبلة التي كانت موضوعة لتستهدف قوافل من عناصر الجيش الوطني الشعبي التي تسلك هذا الطريق، وكان مرور مركبة الزميل أمين رفقة أصدقائه في تلك الساعة بمثابة مانع أراده الله لتجنيب سقوط عناصر من الجيش العازمة على اجتثاث فلول الإرهاب.
صحراء ششار معقل الجماعات الإرهابيةذكرت مصادر مُطلعة أن صحراء منطقة "ششار الواقعة أقصى جنوب ولاية خنشلة، أصبحت تعرف حركية كثيفة للجماعات الإرهابية باعتبارها منطقة جبلية وتضم تضاريس طبيعية قاسية، وقامت بعدة عمليات إرهابية، لم تستنِ أيّ أحد، وكانت آخر عملية تلك التي نفذّتها منذ حوالي شهر بمحاولتها الهجوم على برج مراقبة للجيش وتلقت ردّة فعل قوية من طرف عناصر الجيش، وكانت ذات المنطقة مسرحا لعدة انفجارات، من خلال زرع قنابل يدوية على حافة الطريق راح ضحيتها عناصر من الجيش والحرس البلدي ومواطنين ورعاة وحتى قطعان الأغنام لم يسلمُ منها.
شهادات زملاء المرحوم أمين تومي بخنشلةأمين تومي من مواليد 10 أفريل 1987 تنحدر أصوله من ولاية خنشلة، اعتنق مهنة الصحافة باكرا وقدم الكثير مما يملك في سبيلها، هو شاب أعزب يقطن بششار ولاية خنشلة، وعائلته تقطن بولاية باتنة، محبوب في وسطه المهني ومشهود عليه بجرأته ومواقفه النبيلة، حيث أجمع زملاء المرحوم "أمين تومي" الذي كان مراسلا لجريدة "البلاد" منذ عدة سنوات، على أنه كان من بين الصحفيين المقتدرين الذي يملك الحسّ الصحفي ولا يخشى العودة للوراء فيما يتعلق بالمواضيع المهمة والحساسة، وكان يتطرق إليها بكل جرأة وشجاعة، ويقف إلى جانب زملائه في كل الظروف مهما كانت ويُساندهم ويتقاسم معهم الاهتمامات.
أمين صلى العشاء جماعة رفقة أصدقائه قبل التوجه إلى الصيدوفي حديثه المتواصل إلينا والممزوج ببحة الألم أكد السيد صابر تومي أن الضحايا الأربعة بما فيهم المرحوم أمين أدوا صلاة العشاء جماعة قبيل التوجه في رحلة الصيد بعد أن اتفقوا على الانطلاق بعد صلاة العشاء و قد قرنوا موعدهم بالصلاة لتجنب تخلف أي واحد منهم وهم الذين اعتادوا على الذهاب جماعة لممارسة هواية الصيد بغابات منطقة خنشلة، غير أن الموت لم يمهل أمين و رفاقه لاقتسام غنيمة الرحلة .
درس الصحافة بباتنة و الكل يشهد له بحسن السلوك و سمو الأخلاقكما أكد لنا شقيق الزميل أمين أن دراسته الجامعية الأولى كانت بقسم الإعلام والاتصال بجامعة الحاج لخضر بباتنة حيث تخرج منذ خمس سنوات ليلتحق بالعمل الصحفي ويقوم كذلك بالتسجيل بالملحق الجامعي بخنشلة لدراسة فروع أخرى حيث كان شغوفا بالدراسة ومتفوقا منذ صغره، كما يشهد الجميع له باستقامة السلوك وسمو الأخلاق، وهو الذي ولد وترعرع بباتنة قبل أن ينتقل إلى خنشلة بحكم ظروف عمله و دراسته وارتباطه بأصدقائه هناك.
والدة المرحوم : " فجعني أمين بعد عشرة أيام من وفاة والدتي"ووسط الأجواء الحزينة التي خيمت على منزل والد المرحوم بباتنة طلبنا من شقيقه أن نقابل والدته التي كانت تجلس بمفردها في قاعة الاستقبال وهي تذرف دموعا صابرة ومحتسبة، وقد استقبلتنا بعبارات " الحمد لله ، الحمد لله ، قدر الله و ما شاء فعل " ولم تكن حالتها تسمح بالحديث مطولا عن المرحوم غير أنها أكدت أنه آخر العنقود بما تحمله الكلمة من عمق الارتباط بين الأم وفلذة كبدها الأصغر، وما تكنه له من معزة خاصة وسط إخوته الثمانية، علما أن المرحوم أمين له 16 أخا تسعة منهم من الزوجة الأولى لوالده ، و تضيف والدة المرحوم السيدة شناح خيرة بتأثر عميق وهي بالكاد تسترجع الأنفاس والكلمات أن والدتها ـ جدة أمين ـ لم تمر على وفاتها سوى عشرة أيام ليلتحق بها المرحوم في هذه الأيام الاولى من الشهر الفضيل.