قديم 2013-07-22, 17:17
رقم المشاركة : 1  
samirino
:: سوفت ماسي ::
افتراضي الجالية المغربية فى هولندا .. وإحياء شهر رمضان

الجالية المغربية فى هولندا .. وإحياء شهر رمضان

الجالية المغربية فى هولندا .. وإحياء شهر رمضان




إنه الضيف الكريم الذى أشرقت أنواره بعد أن طالت غيبه، وخفقت القلوب فرحا باستقباله وغنت النفوس طربا بعودته، وخف المغاربة كلهم جميعا لاستقباله واحتفلوا جميعا بمقدمه، إنه الضيف الذى يزروهم فى كل سنة مرة، يأتهيم بعد طول غيبةليزدادوا إيمانا بعد إيمانهم، وإسلاما بعد إسلامهم وصلاحا بعد صلاحهم، وتقوى بعد تقواهم وتكافلا بعد تكافلهم وترابطا بعد ترابطهم وعزيمة بعد عزائمهم، إصرارا على مواصلة الطريق بعد إصرارهم من ذى قبل، ليزدادوا إيمانا بعد إيمانهم ولله ملك السموات والآرض، وتسموا نفوسهم وترق قلوبهم، فتراهم يتسابقون إلى فعل الخيرات وعمل الصالحات وترك المنكرات وترك كل الشرور والآثام، وكل ما من شأنه أن يكدر صفو هذا الشهر الكريم.

لا أعز من هذا الضيف الذى حل بنا ضيفا كريما عزيزا خفيفا على أنفسنا استقبلته الجالية المغربية بقلوب فرحة مستبشرة يصومون نهاره ويقومون ليله تعبدا لله سبحانه وتعالى وترحيبا بالمغفرة والرضوان والاحسان ,يتلون فيه القران استهداء بنوره واستجلاء لآسراره واتعاظا بقصصه وتدبرا لحكمه وأحكامه تزكية للنفوس وتنويرا للبصائر وتقوية للجانب الروحى فى الانسان المغربى المسلم ورياضة له وسبيلا للحصول على الصفاء وتربية النفس وتقوية لروح الارادة والصبر والاحتمال ووقاية من الاندفاع فى شر الشهوات المهلكة.

إنه الضيف الذى من أجله يفتح الله سبحانه وتعالى أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، وتصفد الشياطين بالآصر والآغلال وهذا هو المشار إليه فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين" وهو قول بليغ وتمثيل بديع لا بتذوق معناه إلا أهل الفقه والبيان والبديع وأهل اللسان .

إنه موسم الخيرات, فيه يتضاعف الآجر على الطاعات ,انه مبارك أوله رحمة, ووسطه مغفرة,وأخره عتق من النار .فينبغى علينا أن نبذل جميع طاقاتنا فى الطاعة والعبادة وفعل الخيرات .

إن أجمل ما فى الصوم أنه يخلق فى نفس الانسان المؤمن المراقبة الذاتية ولا شك أن هذا نوع من التربية الخلقية التى يطوق الاسلام إلى غرسها فى نفوس أتباعه لتصفوا لهم الحياة ,ولتستقر أوضاعهم فى دنيا الناس .

الصوم فى شريعة الاسلام عمل روحى ايجابى, إ ن الله جعل الصوم اختيارا روحيا وتجرية خلقية واراد الله من الصيام أن يكون وسيلتك الى نيل صفة المتقين الآبرار ووسيلتك واداتك الى اكتساب صفة المتقين الآخيار اللذين لا خوف عليه حين يخاف الناس ولا يحزنون حين يحزن الناس ألا ان أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .

إن الصيام دأب الصالحين وركن من أركان الدين والشريعة كتبه الله على عباده المؤمنين كما كتبه على عباده السابقين الآولين, وكلما هل تمنى أصفياء الله واحباؤه أن يكون الزمان كله رمضان لما فى صومه من الخيرات والنعم والبركات والرحمات والنسمات ألا فتعرضوا لها ..

الجالية المغربية فى هولندا وشهر الصيام

شخصيا أصوم شهر رمضان الفضيل منذ منتصف السعبنات من القرن الماضى فى الديار الهولندية وإلى اللحظة التى أدون فيها خواطرى حول استعدادات مغاربة الخارج لاستقبال شهر رمضان الكريم أستطيع القول بأن الوضع لم يختلف كثيرا عن موطن الآصل المغرب، لأن المغربى بطبعه مهما سافر أو حل أو ارتحل أوابتعد عن موطنه الآصلى أرض الآباء والآجداد يظل مرتبطا به لا يفارقه الوطن فى أى لحظة ,وبالتالى فإن روحه تتفاعل وتتواصل معه بالرغم من المسافات البعدية او النائية وكأن بقائل مغربى يقول: بلادى وان بعدت على عزيزة.

أول ما يشغل بال المغاربة فى الديار الهولندية منذ ردح من الزمن هو مع من يبدأون الصيام؟ هل مع بلدهم الأصل المغرب؟ أم مع دول أخرى خليجية أو شرقية والحقيقة أن هذا الآمر أرق المغاربة كثيرا وأحدث فى صفوفهم انشقاقا فمنهم من كان يصوم مع الشرق والجانب الآخر مع المغرب، نظرا للتواجد الشرقى فى السبعينات وما بعدها من القرن الماضى وتأثيراتهم السلبية على الجالية المغربية وتوجيههم من الناحية الدينية، وغياب شبه كلى للشأن الدينى المغربى فى هولندا, مما أتاح الفرصة للآخرين للتوغل فى الجالية المغربية وتوجيهها شرقا وغربا شمالا وجنوبا، إلا أن الوضع الآن ومنذ فترة بدأ ينحو نحو التغيير , وذالك لتفطن المغاربة وبدء اخذهم زمام المبادرة وتحديد شؤونهم الدينية بأيديهم وعدم تركها للآخر شرقا وغربا وخليجا بل الآخر اصبح تابعا للجالية المغربية ولم يعد بوسعه التحكم فى الجالية المغربية فى بلاد المهاجر فيما يخص الشأن الدينى .

تجدر الآشارة فى الماضى الى أن المغاربة كانوا فى الشان الدينى عالة على غيرهم وبالذات فى شهر رمضان الكريم، حيث بدات بعض الدول العربية فى منتصف السبعينات من القرن الماضى بارسل البعثات الدينة من مرشدين ووعاظ قصد احياء شهر رمضان مع المسلمين فى هولندا , ونظرا للغياب شبه التام من للمغرب بهذا الخصوص فى تلك الحقبة من تاريخ الجالية المغربية بهولندا ,كان المغاربة يستعينون ببعض الوعاظ من بعض البلدان لإحياء شهر الفضيل,,الا أنه ومنذ فترة زمنية سنت وزارة الآوقاف والشؤون الاسلامية ومؤسسة الحسن الثانى للعمال المغاربة المقيمين بالخارج سنة حسنة لها أجرها وأجر من عمل بها الى القيامة وتنبهت إلى هذا الآمر فانتهجت نهج إرسال البعثات من مرشدين ومقرئين من كل عام لإحياء ليالى الشهر الفضيل مع اخوانهم فى الديار الهولندية ,مما أوجد توازنا مهما فى الساحة المغربية، وأصبح المغاربة يتصدرون المشهد الرمضانى فى الدروس والوعظ والتراويح بكل قوة,وذالك لما يتوفرون عليه من العلم والمعرفة ,استطاع أن يوجد الفرق بين الواعظ المغربى والواعظ الشرقى ,مما أدى الى اختفاء الآخر من ساحة الجالية المغربية نهائيا وأصبح المغاربة لهم القيادة فى التوجيه والارشاد والقراءة, أستطيع القول بأن الجالية المغربية ومساجدها ظلت فترة ليست بالقصيرة محتكرة من طرف الآخرين ومن ليس مغربيا الآ أنه الآن يمكن الجزم بأن هذا لم يعد ممكنا بل أصبح من الماضى, فالمغاربة والحمد لله أصبحوا يتولون شؤونهم فى مساجدهم بأيديهم فى الداخل الهولندى ويتوفرون على اكتفاء ذاتى فيما يخص العلماء المغاربة الاجلاء والآئمة, وفى شهر رمضان يرسل المغرب البعثات إلى أبنائه فى الخارج , والكثير من هذه البعثات أثبتوا جدارتهم سواء فيما يتعلق بالدروس والمحاضرات الرمضانية أو فى صلاة القيام ,فلم يعد أحد يزاحمهم فى جاليتهم المغربية وأصبح المغاربة فخورين بهذه البعثات الرمضانية وبوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية المغربية وبمؤسسة الحسن الثانى للعمال المغاربة المقيمين بالخارج .

مغاربة الخارج يولون اهتماما كبيرا للصيام, فالجميع يتسابقون الى صيامه وقيامه وتعج المساجد المغربية فى رمضان بالمصلين من كل الأعمار والأجناس، رجالا ونساء صغارا وكبارا شبابا وشيوخا، فالكل يريد فى هذا الشهر الكريم التصالح مع نفسه ومع الله والحصول على مرضاته.

تقام الدروس الرمضانية فى جميع مساجد الجالية المغربية، بعد صلاة الظهر وصلاة العصر، وبعده الدروس يتوجه أبناء الجالية المغربية الكرام إلى بيوتهم,لتهيئة مائدة الافطارالتى لا تخلوا من كل ما لذ وطاب ,وبالطبع "الحريرة المغربية الآصيلة" وكل ما له علاقة بالصفرة المغربية العتيدة، وكأن المغاربة فى المغرب، ومن الجو المغربى الآصيل والممتع، قيل الافطار البعض منهم يتابع القنوات المغربية ,وخاصة الدروس الحسنية التى يتابعها الكثير من المغاربة بلهفة وشوق وترقب، والبعض الآخر يتابع الاخبار المغربية وغيرها ليتواصلوا من خلالها مع الشأن الوطنى الذى أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية ومن الشخصية المغربية فى هولندا .

الى أن يحين وقت الافطار, يفطر المغاربة على المائدة المغربية ,ثم يولون بعد الافطار وجهتهم الى المساجد لآداء صلاة والعشاء والقيام .

يصاحب هذا الشهر الفضيل الكثير من الآنشطة العلمية والدينية والمحاضرات المكثفة من البعثات الدينية والعلمية التى تبعث من طرف وزارة الأوقاف ومؤسسة الحسن الثانى للعمال المغاربة المقيمين بالخارج فى جميع المساجد المغربيةـ كما يتخلل شهر رمضان الكريم الكثير من المسابقات القرآنية الرمضانية فى الحفظ والتجويد والترتيل، ويجب التنبيه الى أن الكثير من أبناء الجالية المغربية ذكور وإناثا يشاركون فى هذه المسابقات الرمضانية، و أن نسبة كبيرة منهم يحفظون القران كاملا بالترتيل والتجويد وهى سنة حسنة أحدثها المغاربة فى هولندا فى مساجدهم بحيث أصبح فى كل مسجد كتابا لتحفيظ القران - وقد حفظت القرآن الكريم شخصيا على هذه الطريقة في هولندا - سيرا على سيرة أجدادهم الميامين ووطنهم الذى بارك الله فيه ومن حوله فى العناية بحفظ كتاب الله عز وجل، ليجتمع جميع أبناء الجالية المغربية على موائد القرآن فضلا عن ذالك تقوم المساجد المغربية بتنظيم موائد للإفطار في مساجدها للمعوزين وذوى الحاجات وتقدم لهم الحريرة المغربية والشباكية وما يتبعها من من المأكولات الشهية المغربية.

وتجدر الإشارة الى أن هذه الموائد الرمضانية يرتادها الكثير ممن ليسوا مغاربة من الجاليات الآخرى الاسلامية فى هولندا، وللعلم فإن هذه الموائد الرمضانية تمول من طرف المحسنين المغاربة.

كما أن الكثير من المساجد المغربية يقميون موائد للافطار لغير المسلمين فى مساجدهم لاطلاعهم على شهر رمضان والمقصد منه، كما تهدف تلك الموائد الى تفعيل العلاقات بين المسلمين المغاربة وغيرهم من غير المسلمين وربط جسور التواصل ومعرفة الآخر وبث روح التسامح المغربى الاسلامى مع الآخر.

ينبغى التنبيه إلى أن هذه الظاهرة، ظاهرة الموائد الرمضانية تلقفها الهولنديون والجهات الرسمية، وأصبحت من تقليدهم أيضا، اقامة هذه الموائد الرمضانية ودعوة المسليمن وخاصة المغاربة اليها، وعلى سبيا المثال لا الحصر، فان وزارة الدفاع تقيم سنويا مائدة للافطار للمسلمين، كذالك الشرطة الهولندية أصبح من عادتها وتقليدها اقامة مائدة رمضانية سنويا ودعوة المليمن اليها، فضلا عن ذلك ستقوم لأول مرة جميعية الشرطة الهولندية فى هذا العام من أصل مغربى بتنظيم مائدة للافطار ودعوة المغاربة والآخرين اليها كما ستقوم بتكريم يعض الشخصيات الهولندية ومن أصل مغربى أيضا.

رمضان فى هولندا أصيح معروفا للجميع يعلن عنه رسميا فى القنوات الهولندية الرسمية سواء فى بداية الصوم أو فى الانتهاء منه، بحيث أصبح الآن تقليدا للصحافة الهولندية المسموعة منها والمقروءة، وكأن هولندا كلها ستعيش الآجواء الرمضانية الى جانب المسلمين بها، هذا هو الاحساس الذى ينتاب كثير من أبناء الجالية المغربية بهولندا فى هذا الشهر الكريم.

إن شهر رمضان هو شهر الاحسان وأن صورة المسلم وقد بعث الآمل فى نفوس الفقراء والمساكين وتصدق على اليتامى والارامل والمحرومين، صورة طيبة جميلة، وعيله أن يحافظ عليها بعد رمضان، حيث إن هؤلاء الذين غرس الخير فيهم وجنا عليهم، ودنا منهم مازالوا بعد رمضان فى حاجة إليه، وما زالت نيته متجهة إلى الله، والله حى لا يموت، إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، ليرفع به صاحبه.

ويومئذ يفرح الصائمون! يقول رسول الله صلى الله عيله وسلم
"للصائم فرحتان فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه".

الجزيرة ريف
قديم 2013-07-23, 23:10
رقم المشاركة : 2  
الصورة الرمزية hicham27
hicham27
.:: مؤسس و مدير الموقع ::.
  • Morocco
افتراضي رد: الجالية المغربية فى هولندا .. وإحياء شهر رمضان
جزاك الله الف خير على الموضوع
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


الجالية المغربية فى هولندا .. وإحياء شهر رمضان


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:24
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc