قديم 2013-08-03, 18:27
رقم المشاركة : 1  
samirino
:: سوفت ماسي ::
افتراضي هكذَا عنّف الأمن المغربي مُحتجين على "العفو الملكي"

هكذَا عنّف الأمن المغربي مُحتجين على "العفو الملكي"

هكذَا عنّف الأمن المغربي مُحتجين على "العفو الملكي"













إلباييس: "البيدوفيلي" الإسباني جاسوس من مواليد البصرة العراقية





هل الإفراج عن الاسباني دانيال فينو غالفان، الذي استفاد من العفو الملكي بعد أن كان محكوما بـ30 سجنا نافذا لاغتصابه 11 طفلا كان ضمن صفقة بين المخابرات الاسبانية، والمديرية العامة للدراسات والمستندات المغربية، المعروفة اختصارا بـ"لادجيد"؟
معطيات نشرتها صحيفة "إلباييس" الاسبانية ضمن تقرير لها، أمس الجمعة، نبشت من خلالها عن الاسباني مغتصب الأطفال الـ11 والذي استفاد من عفو ملكي بمناسبة عيد العرش، سارت في اتجاه وجود صفقة بين المخابرات المغربية، ونظيرتها الاسبانية، لوضع اسم دانيال فينو غالفان ضمن المشمولين بالعفو الملكي بمناسبة عيد العرش.
السؤال الكبير هو لماذا؟ وما قيمة دانيال عند المخابرات الاسبانية؟ الجواب يفرد له إيغناسيو سمبريرو ضمن تقرير مطول له في الصحيفة الاسبانية، حيزا مهما. الصحافي المُختص بالشأن المغاربي بصحيفة "إلباييس" أكد أنّ دانيال الذي يبلغ من العمر 64 سنة، كان يعمل كضابط بالجيش العراقي، قبل أن يتقاعد ويستقر منذ ثماني سنوات بمدينة القنيطرة المغربية، حيث قدم نفسه لجيرانه الجدد على أساس أنه أستاذ متقاعد بجامعة مورسيا، كان مختصا في علم المحيطات.
الصحيفة الاسبانية، أشارت ضمن ذات التقرير إلى أنّ "دانيال" كان ضابطا في الجيش العراقي، حيث ساهم بتعاونه مع مخابرات عدة دول في الإطاحة بالرئيس العراقي السابق صدام حسن، مشيرة إلى أن الاسم الذي حمله مُغتصب الأطفال الإحدى عشر أي "دانيال فينو غالفان" هو غالبا ليس اسمه الحقيقي، بل هو اسم حركي للهوية التي ألبستها له المخابرات الاسبانية لإخراجه من العراق، حيث استندت الصحيفة في استنتاجها هذا على قوائم الأسماء التي اشتغلت في التعليم باسبانيا حيث لم تجد اسم دانيال فينو غالفان موجودا ضمن قائمة المدرسين المفترضين كما كان يصرح بذلك ويقدم هويته للسلطات المغربية ولجيرانه بمدينة القنيطرة.
معطيات أخرى نشرتها "إلباييس" تشير إلى أن "دانيال" ولد في مدينة البصرة سنة 1950 من أب وأم عراقيين قبل أن يحمل الجنسية الاسبانية لاحقا. الصحيفة التي اجتهدت للتعريف بهوية دانيال الحقيقية عرّجت إلى الأسباب الكامنة وراء إصرار المخابرات الاسبانية على وضعه في قائمة المنعمين بالعفو الملكي، حيث نبّهت إلى أنّ "الجاسوس" الاسباني المحتمل الذي كان يعيش على الأراضي المغربية لأسباب لم توضحها "إلباييس" كان يقدم خدمات جليلة للمخابرات الاسبانية منذ أكثر من عقد من الزمن، مما يعني أنّ "دانيال" كانت بحوزته ثروة من المعلومات الحساسة التي خشيت المخابرات الاسبانية من أن يكشفها إن بقي في المُعتقل مسجونا في ظروف قاسية، لهذا بادرت إلى إطلاق سراحه بوضعه في قائمة المستفيدين من العفو الملكي.
السؤال الذي لم تجب عنه الصحيفة الاسبانية هو: هل كانت هذه الصفقة باتفاق مسبق بين المخابرات المغربية ونظيرتها الاسبانية وبعلم القصر المغربي، أم أنه سيناريو استخباراتي اسباني انطلى على المخابرات المغربية، وعلى المسؤولين عن وضع قوائم العفو في القصر الملكي بالمغرب؟




لا للعفو عن مغتصب الأطفال




منع وقفة ضد العفو بطنجة




استقالة مستشار بسبب دانيال







حقوقيون بعد تعنيفهم: الهراوات أبانت عن مسار الإصلاح في المغرب





فوجئَ حقوقيُّون انضمُّوا، ليلة أمسِ، إلى وقفة احتجاجيَّة أمامَ البرلمان، لشجب العفو عن المغتصب "دانيال"، بحضورٍ أمنيٍ طاغٍ، كانَ لهمْ نصيبٌ من ملاحقاته التِي استمرت لساعاتٍ في شارع محمد الخامس. حيثُ سحلَ عددٌ من الحقوقيين والناشطين، استنكرُوا حجم التدخل الأمنِي لفض الوقفة، التي لم تكن وفقَ ما صرحُوا به لهسبريس، سوى بادرةً سلميَّة للتعبير عن موقفٍ إنسانِي.





الحقوقيَّة والنقابيَّة فاطنة أفيد، عضو المكتب الوطنِي للمنظمة الديمقراطيَّة للشغل، قالت في تصريحٍ لهسبريس إنَّها شاركت في الوقفة رفقةَ ابنها الصغير، وفي نفسها ألمٌ باستحضار الإحساس المرير لدَى أسر ضحايا المغتصب الإسبانِي، وهيَ تسمعُ عن تمتيع من أجرم في حقِّ فلذات أكبادها بالحريَّة.
أفيد أضافت أنَّ تمتيع دانيال بالعفو خطأٌ يفرضُ تقديم اعتذَار للشعب المغربِي، وإلى عائلات الأطفال المغتصبين، على أن يفتحَ تحقيق مع اللجنة التِي تقترحُ الأسماء المشمولة بالعفو، على اعتبار أنَّ ما حصلَ كانَ بمثابة إفلات من العقاب، لأنَّ من غير الوارد في جميع القوانين الدوليَّة تمتيع مغتصب ارتكبَ فضاعات في حق أطفال، بالعفو، وأبعد من ذلك، اعتبرتْ أفيد تمتيع دانيال بالسراح، جريمَةً ضدَّ الإنسانيَّة.





"أتيتُ اليوم كيْ أعبِّرَ عن احتجاجِي، لإيمانِي بأنَّ العفو على مغتصب أطفالٍ مغاربة، لا زالَ يعانِي أهلهُم، أمرٌ غير مقبول، كما أننِي أحمِّلُ مسؤوليَّة الحضور الأمنِي الكبير، لوزارة الداخلية وحكومة عبد الإله بنكيران، وَكأن من جاؤوا للاحتجاج رفعُوا مطالب غير مقبُولة"، تستكردُ أفيد مضيفةً "لقد خرجتْ جميع القوَى الحيَّة، للتعبير عن غضبها، فجوبهتْ بعنفٍ يدلُّ على تناقض الخطابِ الرسمِي، الذِي يتبحُ بحقوق الإنسان، وفِي الآن ذاته، يسوغُ ممارسات قمعيَّة في حقِّ نشطاء قامُوا بوقفة سلميَّة للتعبير عن موقفهم حيالَ قضيَّة إنسانيَّة.
الرئيسة السابقة للجمعيَّة المغربيَّة لحقوق الإنسان، خديجة رياضِي، التِي نالتْ نصيبها من التعنيف، قالتْ في تصريحٍ لهسبريس، إنهَا تلقت ضرباتٍ عنيفة على مستوَى رجلها وظهرها، كما سحلت من اليد، قالت إنَّ ما تعرضَ له المحتجون كانَ منتظراً من "دولة استبداديَّة"، لأنَّ المخزن يضيقُ ذرعًا بتعبير الناس عن مواقفهم، وانتقاد قرار صادر عن الملك.





فلا وجود لحريَّة التعبير، حسب رياضي، "وبالتالِي فإننَا سنبقَى مصرِّين في مثلِ هذه المناسبات على الخروج من أجل التظاهر السلمِي والتعبير عن مواقفنا السياسية، في ظل استمرار دولة الاستبداد والفساد، رياضِي أكدتْ أَنَّ القمع الذِي مورس على المحتجيم، يثبت في ظل صمتِ حكومة بنكيران، التي تتحمل المسؤولية، أنَّ التغيير في المغرب لا يعدُو كونه شعاراتٍ لا أكثر، بحيث أن الهراوات أبانت عن حجم التغيير في المغرب.
من جانبه أدانَ بن عبد السلام بن عبد الإله، عضو مكتب الجمعيَّة المغربيَّة لحقوق الإنسان، في تصريحٍ لهسبريس، تدخل الأمن بشكل عنيفٍ لقمع الاحتجاج السلمِي، بن عبد الإله قالَ إنهُ عاينَ حالاتٍ اعتداءٍ على مارةٍ، لم يقوموا حتى بالاحتجاج.





وفي ذلكَ، وفق بن عبد الإله، خرقٌ لحرية التعبير عن الرأي، والموقف الحر من العفو عن مغتصبِ 11 طفلاً مغربيًا، بحيث أنَّ ما منْ شيءٍ كانَ يدعُوا إلى استخدامِ العنف بشكلٍ مفرط في تفريق أشخاص يتظاهرون بشكلٍ سلمِي، سيما أنَّ المتظاهرين لم يرتبكوا أية أعمال فوضويَّة تستدعِي ما كان من خرق لقواعد فض التجمعات العمومية من قبل قوات الأمن.




قديم 2013-08-03, 18:27
رقم المشاركة : 2  
samirino
:: سوفت ماسي ::
افتراضي رد: هكذَا عنّف الأمن المغربي مُحتجين على "العفو الملكي"

أمين والرياضي وآخرون .. شهود ليلة دامية "عاش" فيها "الشعب"




المكان: أمام مبنى البرلمان، الزمان: الجمعة ليلا، الحدث: وقفة ضد استفادة مواطن اسباني مُدان باغتصاب 11 طفلا مغربيا من عفو ملكي بمناسبة عيد العرش.


هنا بشارع محمد الخامس أينما ولّيت وجهك فتم عناصر الشرطة والقوات المساعدة، أخذوا مواقعهم في كل مداخل الشارع منذ المساء استعدادا لمنع أي محتج من الوصول إلى "الكارو" المكان المفضل لإعلان الاحتجاج من أمام البرلمان.





قبل موعد الوقفة الاحتجاجية بنصف ساعة حاول المآت من الرافضين لعفو الملك على "دانيال" في مقدمتهم وجوه اعتاد عليها المكان وألفها الاحتجاج، مثل عبد الحميد أمين وخديجة الرياضي ومحمد العوني وشباب ما تزال روح 20 فبراير تسري في أجسادهم، التجمّع لإعطاء الانطلاقة الرسمية للوقفة، غير أن انطلاقة كانت قد أُعطيت قبلها لإجهاض أي انطلاقة أخرى.
رفع شعار "عاش الشعب" من طرف مشاركين في الوقفة اصطفوا على جنبات الشارع كان صافرة بدء استعراض أمني تفننت خلاله عناصر الشرطة والقوات المساعدة في عمليات الدفع والرفس والضرب فضلا عن السب والشتم، لم يسلم منها صغير أو كبير ذكرا كان أم أنثى تم التعامل معهم بمساواة نادرة في هذا الوطن.





تفرق المحتجون إلى مجموعات حاصرت قوات الأمن بعضهم وطاردت بعضهم في الأزقة المحادية لشررع محمد الخامس، قضت الأوامر الأمنية ألا يُسمح لهم بالتواجد أصلا بالشارع، لكن الإصرار على إسماع الصوت كان أقوى من الأوامر، وهتفت الحناجر متفاعلة "هذا عيب هذا عار الوطن في خطر" و"إدانة شعبية أجهزة قمعية".





ظل عبد الحميد أمين مطروحا أرضا وبجانبه رفيقة النضال خديجة الرياضي وآخرون، تكلفت فرقة أمنية بمحاصرتهم وسحلهم وفرض "حظر التجوال" بالقرب منهم، غير بعيد عن المكان وقف عبد العالي حامي الدين القيادي في حزب العدالة والتنمية متأسفا على ما يحدث أمام عينيه من "عنف غير مبرر في حق مظاهرة سلمية" كما قال لهسبريس، ولمنابر صحفية أخرى، قبل أن يشرح "هناك خطأ وقع ولا يوجد شخص معصوم" في تعليق صريح على العفو الملكي على "دانيال"، بجانب حامي الدين ظل الإعلامي توفيق بوعشرين يراقب الوضع ويتابع كيف تنهال هراوات البوليس على زملاء له في "الحرفة" لم ينفع إشهارهم لبطائق الصحافة في توفير الحماية لهم.





في جانب آخر، حقوقيو العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الانسان فضلوا التكتل لوحدهم ورفع شعارات بين الفينة والأخرى، قال رئيسهم محمد الزهاري بدون تحفظ "إن ما وقع يمس الشعور الانساني" يقصد العفو الملكي، مضيفا "الدولة المغربية لا تحترم حق التظاهر السلمي" يقصد الدفع الذي تعرض له وهو يتحدث لهسبريس.
وقفة رفض العفو الملكي عن الاسباني مُغتصَب الأطفال، عرفت أيضا مشاركة المهدي المزواري النائب عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي ظل طوال تواجده بشارع محمد الخامس "مخشيا" بين المحتجين رافعا شعارات تارة ومصفقا تارة، ومهرولا خوفا من بطش رجال الشرطة تارة أخرى.





بعد أزيد من ساعتين، وضعت المواجهة أوزارها، جُرح من جُرح، ونُقل للمستشفى من نُقل، وشُتم من شُتم، وضُرب من ضُرب ومنهم كاتب هذه الأسطر، لتُعلن قوات الأمن سيطرتها على الوضع، ويُعلن المحتجون وصول رسالتهم إلى من يعنيه الأمر، ويُعلن متتبعون أن الشارع المغربي ما يزال يقظا حيا متفاعلا... وكل عفو أنتم (يقصد الصحافيين) ونحن مقموعون ...
على وقع هذه العبارة من أحد المحتجين غادرت هسبريس شارع محمد الخامس...





"مشاهير" تعرضوا للإهانة في وقفة التنديد بالعفو على "دانيال"





سارع عنصر من قوات الأمن، التي تكلفت بتفريق الوقفة الاحتجاجية المناهضة للعفو الملكي على متهم إسباني بالاغتصاب، (سارع) الى ضم و تقبيل الممثل محمد الشوبي بعدما انهال بعصاه على كتف الفنان و ذلك بعد التعرف عليه. الشوبي الذي بقي، طيلة الوقفة، ممسكا بيده من شدة الألم قال ساخرا إن رجل الأمن قبّل الشوبي الممثل الذي يسعده صحبة أهله على شاشة التلفزيون وعنّف الشوبي المواطن الذي خرج للتنديد بالعفو عن المغتصبين.
من جهة أخرى لم تشفع النجومية لعدد من المخرجين والممثلين و الصحفيين في تحصينهم من العنف حيث تعرض للركل أو الدفع أو السب كل من محمد عبد الرحمان التازي مخرج فيلم "البحث عن زوج امرأتي" ومسعود بوحسين رئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح بالإضافة إلى الممثلة لطيفة أحرار صاحبة مسرحية "كفر نعوم".
الممثل فريد الر****ي استشاط غضبا هو الآخر بعد الاعتداء عليه بطريقة وصفها بالمهينة، بينما لم تسلم مريم الزعيمي وهي واحدة من أبرز وجوه سلسلة بنات "لالة منانة" من غضب الأمنيين.
عبد العاطي المباركي المخرج الحائز على جائزة أحسن إخراج بمناسبة الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للمسرح ورئيس شعبة التمثيل بالمعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي شوهد هو الآخر و هو يتلقى الضربات التي طالت يوسف العرقوبي، السينوغراف المغربي الأكثر شهرة والحائز على أربع جوائز وطنية وأخرى دولية.
الفنانون الحاضرون لم يكتفوا برفع الشعارات، ما استطاعوا الى ذلك سبيلا، بل تقدموا بالمساعدة لعدد من المصابين حيث تكفل العازف على آلة العود والملحن رشيد لبرومي بمساعدة رئيسة قسم التواصل بالمجلس الوطني لحقوق الانسان وإسعافها بعدما سالت دمائها أمام إحدى الوكالات البنكية بشارع محمد الخامس.
من جهة أخرى نالت الصحفية فاطمة الافريقي، صاحبة برنامج "عتاب" الذي تم توقيفه من طرف إدارة القناة الأولى والصحافية مريا مكريم وكذا توفيق بوعشرين، مدير نشر "أخبار اليوم"، نصيبهم من الإهانة كما تعرض يونس لزرق، مقدم برنامج "كورسة" على القناة الثانية لإصابة على مستوى الفم مما أدى إلى جرح على مستوى شفته السفلى.
أما المشهد الذي زاد من جرعة حفيظة المارة قرب الوقفة فهو الطريقة التي أهينت بها الصحفية، نادية لمليلي، مسؤولة تحرير سابقة بعدد من الصحف المكتوبة بالفرنسية والعضو المؤسس لشبكة النساء الصحفيات بالمغرب حيث رُمِيَ بها أرضا و سط عشب الشارع، الغارق في مياه سكبتها السلطات لعرقلة الاحتجاج، و الرفس على هاتفها النقال وهو ما انهارت أمامه الصحفية باكية خاصة أنها كانت تكتفي بالملاحظة أو التصوير بعيدا عن النقاط الساخنة.
نعيمة زيطان، المخرجة المسرحية ورئيسة فرقة "أكواريوم" صرحت لهسبريس أن الوجوه المعروفة في مجال الصحافة والمسرح والسينما والتلفزيون عليها مسؤولية مضاعفة في إظهار مواقف واضحة من القضايا التي تهم المجتمع منددة في الوقت نفسه بصمت عدد من الوجوه التي كانت تستغل قضايا مثل "الاغتصاب" للدعاية شاجبة الصوم عن الكلام في ظرفية يعتبر فيها الكلام أشرف وأشجع ما يكون.. تقول ذات المتحدثة.





"الشوهة" شعار قاوم عنف الأمن في وقفة معارضي "العفو الملكي"

جاؤوا بالمئات الى شارع محمد الخامس وسط العاصمة الرباط، لم يكونوا مجرد نساء و رجال "احترفوا النضال"، كما يحلو لبعض مسؤولي الأمن وصفهم ساخرين، بل عدد هائل من المواطنات و المواطنين الذين يبدوا أن قرار العفو الملكي عن الاسباني "دانييل قد صدمهم وخرجوا للتعبير عن غضبهم بالوجه المكشوف واصفين القرار بالـ"شوهة" بيد أن "عصا" السلطات كان لها رأي آخر.


رَفْعُ العصا قبل الشعار


وقف القادمون بهدف الاحتجاج قبالة البرلمان وتحديدا على رصيف مقهى "باليما" الذي امتلأ عن آخره، عدد سيارات الشرطة والقوات المساعدة و الإنزال الأمني الكثيف كان علامة على أن قرار منع التظاهرة الاحتجاجية أمر نافذ وأن السؤال يبقى مطروحا حول الكيفية التي ستعمد بها السلطات الى تفريق المتظاهرين فقط.





لم يتأخر الجواب، فقبل موعد الوقفة بعشرين دقيقة تقريبا رفعت قوات الأمن هراواتها في وجه المحتجين وقبل أن يرفعوا شعاراتهم تم تطويق الرقعة التي تتوسط حديقة الشارع والركض وراء من اختار الابتعاد إلى زنقة البصرة بعيدا عن مكان كانت فيه قوات الأمن لا تميز بين محتج و متفرج بينما اختار بعض المواطنين الوقوف و التعبير عن "تنديدهم" غير آبهين بالعنف و التهديد بالعنف.
وهيبة بوطيب، عضو الحزب الاشتراكي الموحد وزوجها قادر الناشط في صفوف حزب الطليعة كانا يحملان ابنتهما على الأكتاف مرددين جملا، بصوت مسموع، تعبر عن سخطهم من قرار العفو على المغتصب الاسباني. مسؤول أمني توجه إلى وهيبة قائلا "حشوما عليك تستاغلي بنتك فهادشي.."، جواب وهيبة كان على لسانها: كون تحشم نتا لي جاي تقمع الناس لي باغين انتاصرو لكرامة بنتي وبنتك وبنات المغاربة كاملين..".


جْمَع كُلشي


تفرق المتجمهرون الى مجموعات فبينما كان يردد عدد منهم كلمة "الشوهة" على إيقاع التصفيق قرب بنك المغرب اقتحم العشرات منهم المربع المحمي وسط حديقة الشارع المقابل للبرلمان. هنا "تغولت" التعليمات فظهر المسؤولون الأمنيون و هم يعطون أوامرهم لمرؤوسيهم "يلاه جمع كلشي".





التعليمات دفعت ببعض أفراد الشرطة و القوات المساعدة إلى الضرب في كل الاتجاهات و أحيانا في أماكن لا يفهم منها ان القرار الأمني يراد منه فظ الوقفة الاحتجاجية فقط. سقط شاكر، الشاب البيضاوي الملقب بـ"مازيغ" أرضا وهو يحاول حماية آلة تصويره فانهال عليه عضو من القوات المساعدة بالضرب على مستوى الرأس وهو ما أدى الى إصابة بليغة على مستوى الجمجمة وفقدان وعي سببه نزيف الدماء الذي عاينه جمهور كبير من الصحفيين الدوليين والمحليين .
الى جانب شاكر، سقط رضا بنعثمان الصحفي والمترجم بإصابات بليغة تقرر على إثرها نقل الاثنين الى مستعجلات مستشفى "إبن سينا" حيث يخضع المتظاهر الأول إلى فحوصات بالأشعة السينية.
المجلس الوطني لحقوق الإنسان نال حضه من العنف في شخص فدوى مروب رئيسة قسم الاتصال بالمجلس والتي أصيبت إصابة بليغة أيضا على مستوى الأذن مما تتطلب نقلها بشكل عاجل الى مصحة خاصة بحي حسان كما تم تعنيف عزيز إدامين عضو اللجنة الجهوية لنفس المجلس بالرباط حيث أخبر هسبريس أنه يشعر بألم شديد على مستوى الأضلع.





لطيفة البوحسيني، الأستاذة الجامعية والخبيرة في النوع الاجتماعي نالت حظها من "غضب السلطة" كما تعرض منتصر الادريسي الذي أصيب بجروح على مستوى الجبهة وكذلك والدته خديجة الرياضي، الرئيسة السابقة للجمعية المغربية لحقوق الانسان والتي نسيت آلامها أمام آلام ابنها ووضعية عبد الحميد أمين الذي كان ممدا غير بعيد من مكان خديجة.





ارتباك أمني


مستويات التدخل الامني كانت تتفاوت أمام إصرار المتظاهرين على الاستمرار في شكلهم الاحتجاجي فبينما شهدت بداية الوقفة و كذلك منتصفها عنفا مبالغا فيه فإن الارتباك والتراجع أحيانا كان سيد الموقف في غالب الأحيان.
رجل أمن، حسبما عاينت هسبريس، رفض تعليمات رئيسه بارتداء الخوذة والالتحاق بزملائه الذين كانوا يحاصرون عددا من المتظاهرين في ساحة البريد. المسؤول الأمني هدد مرؤوسه مرارا و تكرارا بالتأديب الا أن الشرطي كان مصرا على موقفه خاصة بعدما صرخت الزجالة ليلى نسيمي "حتى البوليس ديالنا مساكن راه مواطنين و مكرفسين.." وهو ما زاد من حماسة الشرطي على ما يبدو.


تهمة إسمها "البي جي دي"


حسناء أبوزيد جاءت لتؤازر المتظاهرين، رفعت شعارا مع الرافعين غير أن هجوما من قوات الأمن جعلها تتراجع عن شعارها و تحتمي بعدد من الصحفيين حيث علقت ساخرة "الصحفييون هم حصانتنا". النائبة عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالبرلمان قالت إن آلية العفو يجب أن يعاد فيها النظر وأن القرار وجب أن يكون مقيدا حتى و لو تعلق الأمر برئيس الدولة حسب تصريح البرلمانية لهسبريس.





غير أن أكثر الوجوه السياسية التي "أُحرجت" بحضورها الى الوقفة كانت تلك المحسوبة على حزب العدالة و التنمية. عبد العالي حامي الدين و ما إن شوهد داخل الساحة يعطي تصريحات منددة بقرار العفو الملكي لبعض الصحفيين حتى تجمهر حوله المتجمهرون الذين طالبوه بالمغادرة رافعين شعار "إرحل" و محملين لحزبه جزءا من المسؤولية عن قرار العفو و كذلك حالات التعنيف التي عانى منها المتظاهرون.
حامي الدين ورغم محاولاته المتكررة لشرح سبب حضوره الذي يفيد استنكاره لما وقع إلا أن عددا كبيرا من الحاضرين اتهموه و حزبه بالنفاق حيث صرخ محمد فجري، الشاب الذي سبق و اقتحم البرلمان، "نتوما كاتكلو الغلة و تسبو الملة".



عبد العالي حامي الدين، صرح لهسبريس أنه اتصل إبان الوقفة برئيسه في الحزب عبد الإله بنكيران مخبرا إياه بما قال عنه القيادي الإسلامي أنه عنف مبالغ فيه في التعامل مع المتظاهرين.
بدا الإنهاك على أفراد الأمن بعد أشواط من الكر والفر واستمرت شعارات التنديد هنا و هناك بينما تكلف البعض بمواساة أو مساعدة من أصيب داخل ساحة الاحتجاج أما عدد من اليافعين التابعين لـ"إلترا" فريق الجيش الملكي فقد استمروا في رفع شعاراتهم قرب محطة القطار صارخين "هي كلمة وحدة.. هاد الدولة فاسدة" فهل وقفة اليوم مؤشر على تحول السلوك الاحتجاجي عند المغاربة؟ سؤال طرحه باحث اجتماعي إختار رصيف الملاحظة طيلة ساعات الاحتجاج.





البوحسيني: معركة المغاربة ضد الفساد والاستبداد لا زالت طويلة



"اعتدت عليّ القوات العمومية على مستوى الرأس والرجل، بل إن أفرادها أسقطوني أرضا بعدما تمت محاصرتي، لينهالوا عليّ بالركل والسب والشتم بألفاظ نابية مخجلة" هكذا تتحدث لطيفة البوحسيني، الناشطة الحقوقية والأستاذة الجامعية عما وقع البارحة أمام البرلمان، حيث أكدت أنها أرادت الاحتجاج رفقة عدد من الأصدقاء والمواطنين والمناضلين الحقوقيين الذين تواجدوا بكثافة لإعلان غضبهم واحتجاجهم ضد قرار عفو شمل مجرم كبير، إلا أن العصا انهالت عليها وعلى أصدقائها مثل عزيز إيدامين وفدوى مروب ورشيدة الروقي في ليلة دامية عرفت سقوط العديد من الجرحى.
وزادت البوحسيني في تصريح خصت به هسبريس، أنها خرجت بشكل عفوي استجابة لنداء الضمير، رفقة الآلاف من المغاربة الرافضين لقرار العفو الملكي عن دانيال، ضد ما أسمته انعدام الشفافية وانتشار البيع والشراء في لجنة العفو المخوّل لها أخذ مثل هذه القرارات، مشددة على أن العفو يوجد في أكبر الديمقراطيات العالمية، وهو آلية لا تطرح مشكلا في حد ذاتها، بل المشكل هو طريقة تدبيرها بالمغرب والتي أصبحت تستوجب تدخلا حقيقيا من اجل إصلاح مسارها، وإعادة النظر في منهجية اشتغالها كي تكون بالفعل في خدمة العدالة وليس ضدا عليها، منادية بالاستفادة من التجارب الديمقراطية التي ينبني فيها العفو (عفو الرئيس المنتخب) على أسس الشفافية وعلى معايير تحترم السير العادي للديمقراطية.
وأكدت البوحسيني أنه ليس من مصلحة المغرب والنظام المغربي، وليس من مصلحة الملك هو الآخر أن تستمر الآليات المعتمدة في إصدار العفو باسمه في الاشتغال بطرق عتيقة ولا علاقة لها بالعصر، هي الطرق التي قالت إنها قائمة على الرشوة والفساد والابتزاز واستغلال السلطة والنفوذ، وعليها أن تتحول إلى آليات تعبر على إرادة التحديث بناء على معايير واضحة ومتفق عليها، لتجنب الوقوع في مثل هذه الأخطاء الفادحة المتمثلة في الإفراج عن مجرم كبير لا إنسانية له. مضيفة أن من قدم للملك لائحة العفو الأخيرة المتضمنة لاسم هذا المجرم يسعى في العمق إلى تشويه سمعة المغرب وسمعة الملك هو بذاته، ومستطردة بأن وزارة العدل والحريات تتحمل جزءا من المسؤولية في هذه الواقعة، على اعتبار صلاحيتها ومسؤوليتها داخل لجنة العفو.
" إن تدخل قوات الأمن لقمع الوقفة السلمية بشكل همجي، يؤكد وجود جهات ولوبيات نافذة لا رغبة لها بتاتا في التقدم إلى الأمام في مجال حماية حقوق الإنسان عكس الخطاب المروج له. ماذا كان سيضر النظام في أن يعتذر أولا عن زلته الفظيعة ويترك المواطنين يحتجون بشكل سلمي؟" تتساءل الأستاذة بالمعهد الوطني للعمل الاجتماعي، مشيرة إلى أن ما وقع أمس، يتناقض بشكل صريح مع الدستور ومع القوانين ومع الخطاب الرسمي للدولة المتحدث عن الاستثناء المغربي، ويسير في اتجاه التأكيد على أن معركة المغاربة ضد الفساد والاستبداد لا زالت طويلة، ومع ذلك "فخروج المواطنين للاحتجاج، دليل قاطع، على أنهم لن يصمتوا أبدا أمام المزيد من الإساءة لكرامتهم، وأن جدار الصمت قد سقط دون رجعة". على حد تعبير البوحسيني.




الإفريقي والشوبي يرويان تفاصيل تعنيف معارضي "العفو الملكي"





تعرض العديد من الفنانين والسياسيين والإعلاميين للتعنيف بعد أن تدخلت قوات الأمن، مساء أمس الجمعة وسط العاصمة الرباط، لتفريق وقفة احتجاجية أمام البرلمان، ضد عفو ملكي عن السجين الإسباني دانيل المحكوم بـ 30 سنة لاغتصابه 11 طفلا مغربيا قاصرا بالقنيطرة.
وفي اتصال هاتفي بالإعلامية فاطمة الإفريقي أكدت الأخيرة لـ"هسبريس" أن "العديد من الفنانين والإعلاميين تعرضوا للضرب والتعنيف من طرف القوات الأمن مما تسبب في تدافع بين المحتجين نجم عنه إصابة العديد من أصدقائي الفنانين الذين لم تشفع لهم نجوميتهم وشهرتهم ونالوا حظهم من الضرب والاهانات".
ونفت الإفريقي في ذات التصريح أن تكون قد تعرضت لإصابة خطيرة من طرف القوات العمومية وقالت في هذا السياق "لم أصب إصابة خطيرة والحمد لله.. صحيح كانت هناك إهانات وضرب عشوائي لكن لم أصب ولم يتم نقلي للمستشفى". تقول الإفريقي.
من جانبه قال الممثل المغربي محمد الشوبي إن "العديد من الوجوه الفنية والإعلامية تعرضت للتعنيف من طرف قوات الأمن كُنت من بينهم أنا"، وأضاف الشوبي لهسبريس "أن المخزن كان عندو النهار لكبير وبغى يحمر العين فينا"، مضيفا " أن المخزن بغا يقول لينا أنه لا يلعب ولا يمزح وأنه من الضروري "ناكلو لعصا".
الفنان المغربي روى بعض تفاصيل التدخل حينما أكد أنه كان يقف في ساحة البريد من جهة بنك المغرب بمعية العديد من الفنانين والإعلاميين من بينهم فاطمة الإفريقي وفريد الر****ي ولطيفة أحرار.. ومجموعة لا بأس بها من الفنانين والصحفيين والحقوقيين، قبل أن يفاجئوا بهجوم فرقة من رجال "السيمي" بزعامة أحد الضباط، حسب كسوته". ويضيف الشوبي " كنا واقفين ونحن نتزحزح، فبدأ الضابط في ضربنا، وحينما انتبه لي حضنني من الخلف وبدأ يدفعني ويطلب مني العفو وهو يمارس صلاحياته". وأردف الشوبي "لأجد نفسي بعدها مصابا ببعض الرضوض في يدي كما هو حال العديد من الزملاء الفنانين والإعلاميين اللذين حضروا الوقفة الاحتجاجية".
وخلفت الوقفة الاحتجاجية التي نضمها نشطاء حقوقيون وفنانون وإعلاميون..مساء أمس الجمعة، العديد من الإصابات المتفاوتة الخطورة بعد أن تدخل رجال الأمن بقوة لتفريقها.





إعلاميون يتعرضون لـ"اغتصاب ثالث" في وقفة مناهضة "العفو"





لم تفرق هراوات رجال الأمن بين الصغير والكبير وبين الصحفي والفنان والحقوقي، وهي تسعى إلى تشتيت مئات المتظاهرين الذي حجوا ليلة أمس أمام البرلمان للتظاهر ضد قرار العفو الملكي على مغتصب الأطفال الإسباني.. فالجميع أخذ نصيبه من التعنيف إما سبّا وشتماً أو بالدفع والركل والرفس أحيانا، وغالبا بضربات "الزرواطة" التي انهالت على المارة كما المتظاهرين.
وشوهد تكسير كاميرات بعض الصحفيين وتساقطهم على ساحة البرلمان وتألّمهم من شدة هراوات قوات الأمن العنيفة التي عمدت على تشتيت المتظاهرين بشكل هستيري، في مسلسل لم يتعود التمثيل فيه حتى الفنانون والمخرجون، الذي نالوا نصيبهم منه، وهو ما أثار موجة من الغضب عارمةَ عبّر عنها المواطنون الذين كانوا شاهد عيان على تلك المشاهد، ما حداهم إلى رفع شعارات "هذا عيب هذا عار.. الصحافة والفن في خطر".
محمد العوني، قال إن حضوره للوقفة كإعلامي جاء للمساهمة في الكشف عن "الشوهة"، ولمشاركة المواطنين والمواطنات في التعبير عن آلامهم تجاه ما حصل من الافراج عن مغتصب الأطفال، منددا في الوقت ذاته عن الاعتداءات التي طالت صحافيين "رغم معرفة قوات الأمن بهواتهم المهنية"، مشيرا أن تلك القوات حاولت عزل بعض الصحفيين وتعنيفهم وحجز آلاتهم التصويرية.
رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير،اعتبر أن ما حدث للصحفيين من اعتداء، إضافة إلى الاعتداء على المحتجين على قرار العفو الملكي، هو "اغتصاب ثالث" ينضاف إلى اغتصاب الأطفال من طرف المتهم الاسباني وإلى الاغتصاب الثاني المتمثل في قرار العفو الملكي على "دانيال"، معبرا عن استياءه من "اغتصاب" حرية التعبير والإعلام في الوقفة المناهضة لذلك القرار "الصحفيون يقمعون لأنهم ينقلون فقط حقيقة ما يجري في الشارع".
توفيق بوعشرين، مدير نشر يومية أخبار اليوم، قال في تصريح لهسبريس، إن حضوره للوقفة هو للتعبير عن رسالة غضب وعدم رضى كباقي المواطنين، ضد قرار العفو على "وحش قنيطرة" الذي اغتصب 11 طفلا، واصفا ردة فعل الشرطة والأمن بـ"الهمجية" في حق مواطنين عُزّل تظاهرون بشكل سلمي "وجاؤوا للتعبير على غضبهم من قرار العفو الملكي وليتكلموا عن قضية إنسانية التي هي حماية الطفولة".
ونبه بوعشرين إلى أن القسوة التي وجه به المتظاهرون توضح "أننا في المغرب ما زالت فيه شعارات الحق والقانون سرابا وافتراضية وغير حقيقية على أرض الواقع"، مشيرا أن ما حصل من العفو الملكي على مغتصب الأطفال الإسباني هو خطأ "ومتيقن أن الملك لم يكن على علم حين وقّع على اللائحة"، مضيفا بالقول "الآن يجب علاج الأمر لكن ليس بهذه الطريقة المؤسفة".
الإعلامية فاطمة الافريقي، عبّرت هي الأخرى في تصريح لهسبريس، عن غضبها وسخطها على قرار العفو الملكي، واصفة الأمر بالإهانة التي وجهت للشعب المغربي وأبنائه، منددة بما وصفته "الهمجية" في تفريق الوقفة الغاضبة على القرار، "إنها إهانة أخرى نتعرض لها بعض إهانة العفو".
وقالت الافريقي إن الشعب المغربي مطالب بأن يكون له صوت قوي وحرية في التعبير عن مواقفه "رغم السياسة الهمجية التي تواجه بها التظاهرات السلمية"، مضيفة بالقول: "لا مصلحة وطنية مع إهانة لأطفال وأبناء الشعب.. والعفو عن مغتصب الأطفال الإسباني هو إهانة لكرامة شعب بأكمله".
ووجهت الافريقي تحية الشكر للمتظاهرين "الذين قدموا البطولات في الوقفة.. وكانوا يمدون صدورهم وظهورهم للهراوات إصرارا منهم لأجل إيصال صوتهم"، معبرة عن فخرها بحضور فنانين مغاربة كبار "واجهوا أمام أعين الجميع كل القمع.. منهم المخرج الكبير محمد عبد الرحمان التازي ورئيس النقابة المغربية لمحترفي المسرح مسعود بوحسين والمخرج عبد العاطي المباركي والفنانين محمد شوبي ولطيفة أحرار وحسنة طمطاوي والكثير من الإعلاميين والصحفيين".







احتجاج أمام سفارة المغرب بباريس رفضاً للعفو الملكي على "دانيال"





لم يتأخر تجاوبُ مغاربة فرنسَا، مع عدة وقفات نظمت، أمسِ، بمدن مغربيَّة، تعرضَ الناشطون فيها للتعنيف، من قبل قواتِ الأمن. حيث شارك عشرات الغاضبين، عشية اليوم، بباريس، في وقفةً احتجاجيَّة أمام السفارة المغربيَّة، لإدانة تمتيع المغتصب "دانيال" بالعفو الملكِي، بمناسبة عيد العرش.
المحتجون الذِين كانَ بينهم أجانب ومغاربيُّون، حسبَ ما نقلهُ ناشطون محتجُّون لهسبريس، أدانُوا تمتيع دانيال بالعفو، وتمكينه من الإفلات من العقاب، رافعين عدة شعارات من قبيل « enfants violés..pédophiles graciés..militants tabassés، تنديدًا بما تعرض له ناشطون وحقوقيون وإعلاميون أمس، في الرباط، وبطنجة وتطوان من تعنيفٍ طالهم فور الشروع في الحشد للوقفة.
الوقفة الاحتجاجيَّة التِي دامت نحو ساعةً، وشهدت حضوراً قويًّا لناشطين في الحركة الأمازيغيَّة، طالبت بإعادة النظر في قرار العفو على المغتصب "دانيال"، إحقاقاً للعدل، على اعتبار أنَّ العفو قد أساء لصورة البلاد بأكملها، وشكلَ إهانةً لكرامة المغاربَة حيثما كانُوا.
أحد المحتجين قالَ في تصريحٍ لهسبريس، إنهُ جدُّ مستاء من العفو على المغتصب "دانيال" وإنه رأى أنَّ الواجب يحتمُ عليه أن يعربَ عن تضامنه مع ضحايا المغتصب وأهاليهم، الذين لا زالُوا يعانون تبعات الجريمة، مضيفاً أنَّ تونسيين كانُوا حاضرين في الوقفة، مؤازرةً منهم للمغاربة.
وحريٌّ بالذكر، أنَّ شمل المغتصب "دانيال" بالعفو الإسبانِين بمناسبة العرش الملكِي، لا زالَ يثيرُ ردود فعلٍ غاضبةً في مواقعِ التواصل الاجتماعِين ترجمت بالأمس إلى وقفة في مدن كثيرة، تلتها اليوم مسيرة في باريس تضامناً مع الضحايا وعائلاتهم، طالبت بتقديم اعتذَارٍ إلى الشعب المغربي ومراجعة قرار العفو.





صحف عالميَّة: هكذَا عنّف الأمن المغربي مُحتجين على "العفو الملكي"



لم يكنُ تعنيفُ محتجين، أمس بالرباط، في ملاحقاتِ كرٍّ وفر بين قوات الأمن وناشطين، لتمرَّ دونَ تسليطِ كبرياتِ الصحف العالميَّة ضوءهَا على ما استعر من غضبٍ، في المغرب، خلال الأيام القليلة الماضية، على إثر شمل المغتصب "دانيال"، بعفو ملكِي، بمناسبة عيد العرش.
صحيفة "التلغراف" البريطانية نقلتْ صورة ابن خديجة رياضِي، وهو يرفعُ شارة النصر بيد، فيما أمسك بيده الأخرى منديلًا على جرح في جبهته التي كان الدمُ يزفُ منها، على إثر تعنيفه، إلى جانب والدته.
"تلغراف"، ذكرت أنَّ العشراتِ جرحُوا خلال الوقفة التي تم تشتيتها، مقدرةً عدد من خرجُوا بالآلاف، لاستنكار تمتيع مغتصب الأطفال "دانيال" بالعفو الملكِي. حيث نقلت الصحيفة عن متظاهرين كانُوا في شارع محمد الخامس قولهم بأنَّ ما حصل كانَ عاراً، وأنَّ الدولة المغربيَّة تدافعُ عن مغتصب أطفالهم.
أمَّا لوموند الفرنسيَّة، فنحدثت بدورها عن خروج الآلاف إلى الشارع للاحتجاج على العفو، وساقت صورة لناشط مضرجاً بالدماء وقد أُغمِيَ عليه. لوموند نقلت عن الاقتصادِي المغربِي فؤاد عبد المومنِي، إنَّ العنفَ الذِي مورس على المحتجين يؤكد أنَّ الدولة لا تفسير لها للعفو عن دينيال، وكأنها تريدُ أن ت ما تُوصل بالقمع ما مؤداه أنَّ الملك لا يرتكبُ أخطاء. كما نقلت لوموند شعارَ "عاش الشعب".
الصحيفة الفرنسية أوردت على لسان إحدَى الطالبات قولها إنَّ خرجت كي تحتجَّ لأول مرة بعدما ساءها أن يتمَّ العفو على مغتصب أطفال، تدافع عنه الدولة التي تحمِي مغتصب الأطفال"، الطالبة المغربيَّة أردفت للوموند أنَّ كرامة المغاربة أهينتْ.
أمَّا صحيفة "rtl" البلجيكيَّة فعنونت مقالها عن وقفة أمس الاحتجاجيَّة "فضيحَة في المغرب: الدولة تدافعُ عن مغتصبِي الأطفال"، قائلةً إنَّ قمع الوقفة الذِي بدأ قبل موعدها المحددن أسفرَ عن جرح العشرات، كما أشارت إلى تفريق قواتِ الأمن وقفاتٍ أخرى في كل طنجة وتطوان.
الصحيفة البلجيكيَّة قالتْ إنَّ إسلاميِّي المغرب وقفُوا إلى جانبِ المحتجين، بقول عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، عبد العلي حامي الدين، الذِي كان حاضراً في الوقفة، إنَّ العفو عن المغتصب "دانيال" كانَ خطأً، مضيفاً أنَّ المغاربَة من حقهم أن يحتجُّوا متَى ما أحسُّوا بالإهانَة، دون أن تكون قواتُ الأمنِ محقَّة في التدخل بما كان من عنفٍ".
في سياقٍ ذِي صلةٍ، ذكرت الصحيفة ذاتها أنَّ تورطَ أوربيين في اغتصاب الأطفال المغاربة أضحتْ حقيقَة مؤلمةً في المغرب، بعدما اشتبه في يونيُو الماضي، في بريطانِي استدعيَ تم التحقيق معه في مدينة تطوان، كما أنهُ قبلَ شهرٍ من ذلك، أدين فرنسيٌّ، يبلغُ من العمر 60 عاماً، بـ12 سنة من السجن النافذ، في محكمةٍ بالدار البيضاء.
إلى ذلك، قالت "فوكس" نيوز إنَّ ناشطين كانُوا ينوون الاحتجاج على تمتيع دانيال بالعفو، جوبهُوا رغم سلميتهم بعنفٍ من لدن قواتٍ الأمن، التِي عمدت إلى تفريق الوقفة، التي قالت صحيفة "ميامِي نيوزْ دايْ" الأمريكية إنَّ ناشطِي حركة عشرين فبراير، الذِين قادُوا الحراك في المغرب مع اندلاع الربيع العربِي، شاركُوا فيها للتعبير عن رفضهم للعفو.




إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


هكذَا عنّف الأمن المغربي مُحتجين على "العفو الملكي"


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:58
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc