*هل الضربة العسكرية الأمريكية لسوريا هي الحل السحري للمأساة السورية التي يعيشها في العمق الشعب السوري منذ سنوات؟! وإذا كانت هذه الضربة هي الحل فلماذا تأخرت كل هذه المدة.. حتى مات من الشعب السوري ما مات؟!
أغلب الظن أن الضربة العسكرية الأمريكية لن تكون سوى عملية زيادة عدد القتلى يضافون إلى ما قتله الأسد وخصومه في معارك لا معنى لها!
بالتأكيد ستكون الضربة العسكرية الأمريكية زيادة في حجم الدمار في سوريا وزيادة في عدد القتلى... وبالتأكيد لن يستفيد من العملية لا الشعب السوري ولا المعارضة ولن يتضرر النظام، لأن من يموت هم أبناء الشعب وما يحطم هي ممتلكات الشعب السوري ولا شيء غير ذلك؟
هاتوا *تدخلا عسكريا أمريكيا في أي بلد حسم الصراع من كوسوفو إلى أفغانستان إلى العراق إلى الصومال فكل ما يمكن أن يحدث بالضربة العسكرية هو إنهاك سوريا وشعب سوريا أكثر مما هو منهك.. ! وحتى وإن استلمت المعارضة الحكم بعد الضربة فإنها ستستلم بلدا أطلالا تنقله أمريكا بالضربة العسكرية إلى خمسين سنة ماضية كما فعلت بالعراق.*
الحل ليس في نصرة أمريكا لجناح في سوريا على جناح آخر.. الحل هو أن يجلس بقايا نظام الأسد مع شبه المعارضة ويتفقوا على بعث قوة ثالثة تحكم سوريا لمرحلة انتقالية تقام على أنقاض بقايا النظام وبقايا المعارضة.*
فالمنطق يقول إن الحل العسكري الأمريكي أو غير الأمريكي يفتح نارا جهنمية على ما تبقى من سوريا وسيكون الوضع أسوأ مما يحدث في العراق وسيرتفع عدد القتلى من 100 ألف قتيل إلى مليون قتيل.. كما حدث في العراق.*
العنف لا يمكن إنهاؤه بالعنف خاصة إذا كان هذا العنف له خصوصية مثل خصوصية سوريا وكوسوفو.*
لقد ارتكب السوريون أخطاء في حق بلدهم حين واجهوا عنف النظام بعنف آخر... وأخطأوا عندما غادر مئات الآلاف من السكان بلدهم إلى دول الجوار بحثا عن الأمان... وهو ما لم يفعله الجزائريون أثناء محنة التسعينيات رغم دمويتها! وقد يخطئون ثانية وثالثة عندما يدعون الأمريكان إلى استعمال العنف العسكري ضد سوريا وليس ضد النظام.
مع الأسف قد تكون الضربة العسكرية الأمريكية ضد المنشآت السورية وضد الشعب السوري، وليس ضد الأسد الذي يقتل شعبه بالكيماوي، وكأن الأسد عندما يقتل شعبه بغير الكيماوي لا يعد إجراما.