يعيش النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أسوأ أيامه مع نادي برشلونة الإسباني هذا الموسم ، فالساحر الأرجنتيني لم يكن يتخيل أن الحال سيصل به من أفضل لاعب في العالم على مدار أربعة سنوات متتالية بجائزة الكرة الذهبية التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم " فيفا " سنويًا ، إلى مادة دسمة للسخرية من أدائه في معظم وسائل الإعلام في العالم .
لم يتوقف الأمر عند ذلك ، بل تعرض " البرغوث " خلال مسيرته هذا الموسم ، لأسوأ إصابة له منذ تصعيده لصفوف الفريق الأول موسم 2003 / 2004 ، وابتعد ما يزيد شهرين عن الملاعب بعد إصابة في الفخذ أواخر العام الماضي ، مما جعل الساحة مفتوحة للنجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لخطف الأضواء منه ، حتى انتزع جائزة الكرة الذهبية التي احتكرها اللاعب الأرجنتيني خلال الفترة من 2009 إلى 2012 .
رغم ذلك ، لم يستسلم ميسي لهذه النكسات الكروية ، وعاد مجددًا من الإصابة ، وواصل هوايته في كسر الأرقام القياسية ، حيث أصبح الهداف التاريخي للفريق الكتالوني على مدار تاريخه ، بعدما كسر رقم نجم الفريق في العشرينيات من القرن الماضي باولينيو ألكانتارا الذي سجل 371 هدفًا ، ليكسر رقمًا قياسيًا دام أكثر من 80 عامًا ، وبعدها بأيام بات الهداف التاريخي للكلاسيكو برصيد 21 هدفًا ، بعدما سجل " هاتريك " ليقود البارسا لإسقاط الريال في معقله " سانتياجو برنابيو " بنتيجة 4 / 3 ، ويتجاوز الرقم السابق المسجل باسم أسطورة النادي الملكي ألفريدو دي ستيفانو .
"ذاكرة السمك" التي ترتبط دائمًا بعادة النسيان ، انتقلت عدواها إلى وسائل الإعلام ، حيث قامت الصحف والمجلات برفع ميسي إلى عنان السماء بعد رقميه القياسيين في شهر مارس ، وأشارت إلى أن الساحر عاد من جديد ، ليقود البارسا للمنافسة على الثلاثية ، لم ترحم النجم الأرجنتيني ، وبدأت ترسم السيناريوهات المحتملة لمستقبله داخل القلعة الكتالونية ، وسخرت من أدائه في مباراة غرناطة ، ووصفته بأنه بات مثل "الشبح" ، وحملته مسئولية خروج الفريق من دوري أبطال أوروبا ، واستدلت بإحصائية تشير إلى أنه لم يركض في الملعب سوى مسافة تزيد 1.5 ميل فقط عن زميله خوسيه بينتو حارس المرمى ، في إشارة قوية لضعف عطائه .
تناست وسائل الإعلام حملاتها الكبيرة بالإشادة بميسي بعد أسابيع قليلة ، وبدأت تعيد من جديد السيناريوهات المطروحة ، وأنباء عن اهتمام ناديي مانشستر سيتي الإنجليزي وباريس سان جيرمان الفرنسي بضمه ، وأن بابلو زاباليتا زميله بمنتخب الأرجنتين يشجعه على الالتحاق به بصفوف " السيتيزن " .
ميسي نفسه بدا أنه فقد متعة اللعب ، وتراجع أداءه بشكل ملحوظ هذا الموسم ، إلا أن المؤكد أنه تأثر كثيرًا بالهالة الإعلامية الكبيرة المفروضة حوله ، وتركيزها على قضايا أخرى فرعية بعيدًا عن كرة القدم مثل قضية تهربه من دفع الضرائب ، وكشفها أن المهاجم البرازيلي نيمار جونيور الذي انضم هذا الموسم من سانتوس البرازيلي يتقاضى راتبًا أعلى من ساحر منتخب الأرجنتين .
وتترقب الصحف العالمية مصير مباراة نهائي كأس ملك إسبانيا بين برشلونة والريال مساء الأربعاء ، ففي حالة خسارة البارسا ، ومن المنتظر أن تمارس ضغطًا نفسيًا كبيرًا على ليونيل ميسي سيجعله يفكر في الرحيل عن الفريق ، مما ينذر بأن المواجهة القادمة ستكون آخر كلاسيكو لميسي مع البارسا ، رغم التأكيدات المستمرة من مسئولي النادي والجهاز الفني ولاعبي الفريق بأنه يريد البقاء بالنادي حتى الاعتزال .