الحق أَنهم ترخصوا في باب النسب ما لم يترخصوا في غيره، ويكاد أَكثر هذه الأحوال التي مرت بك تكون خروجاً على القاعدة العامة للنسب حتى ظن بعضهم أن شواذ هذا الباب تعدل مقيسه.
وهم يميلون إلى الخفة في النسب إلى الأعلام لكثرة دورانها على الأَلسنة. وثمة أَعلام غير قليلة لا تنطبق على حالة من الأحوال الاثنتي عشرة التي تقدمت، سموها شواذ النسب، أَرى أَن أُسميها المنسوبات السماعية:
أَموي نسبة إلى أُمية
سلمى نسبة إِلى قبيلة سُلَيْم
بَحراني نسبة إلى البحرين
سُهْلي نسبة إلى السَّهل
بَدَوي نسبة إلى البادية
شآمٍ نسبة إلى الشام
براني نسبة إلى بَرِّ
شعراني (غزير الشعر) نسبة إلى الشعر
بِصري نسبة إلى البَصرة
عَتَكي نسبة إلى عَتِيك
تحتاني نسبة إلى تحت
فوقاني نسبة إلى فوق
تَهامٍ نسبة إلى تهامة
قُرَشي نسبة إلى قريش
ثقفي نسبة إلى قبيلة ثَقَيف
لحياني (عظيم اللحية) نسبة إلى اللحية
جَلولي نسبة إلى جَلولاء (في فارس)
مَرْوَزي نسبة إلى مرو الشاهجان (في فارس)
جواني نسبة إلى جو
مروَروذي نسبة إلى مرو الروذ (في فارس)
حَروري نسبة إلى حروراء
هُذلي نسبة إلى قبية هُذَيْل
دُهْري نسبة إلى الدهر
وحْداني سبة إلى الوحدة
رازي نسبة إلى الريّ (في فارس)
يمانٍ نسبة إلى اليمن
رَقْباني (عظيم الرقبة نسبة إلى الرقبة
روحاني نسبة إلى الروح
وقد يتبعون في أكثر هذه الكلمات القواعد المتقدمة وهو الأحكم.
ولا يجوز بحال أن يقاس على هذه الشواذ وإنما تتبع في أَمثالها القواعد المقررة.
خاتمة:
وقع أن استغنوا عن ياء النسب بصوغ الاسم المراد النسبة إليه على أحد الأوزان الآتية للدلالة على شيء من معنى النسبة:
1- فاعل للدلالة على معنى (صاحب شيء) مثل تامر وطاعم ولابسٍ وكاسٍ بمعنى ذي تمر وذي طعام وذي لبن وذي كسوة بدل أن يقولوا تمري وطعامي ولبني وكسوي.
2- فعّال، للدلالة على ذي حرفةٍ ما مثل نجار وحداد وخياط وعطار وبزاز إلخ، ومثل ما أنا ظلام (لا ينسب إليَّ ظلم) أو أي شيء ما وهو أبعد ما يكون عن المبالغة التي تفيدها الصيغة.
3- فَعِل، بمعنى (صاحب شيء) مثل، طَعِم، لَبِس، لَبِن، نَهِر.
4- مِفْعال، بمعنى (صاحب شيء) مثل مِعْطار بمعنى صاحب عطر.
5- مِفْعيل، بمعنى (صاحب شيء) مثل مِحْضِير بمعنى صاحب حُضر (سرعة جرْي).