شهدت كافة أنحاء الضفة والقدس مواجهات شديدة على نقاط التماس مع جيش الاحتلال، ما أدى لارتقاء شهيد في مواجهات غرب طولكرم وإصابة مئات الشبان، عدد منهم بالرصاص الحي. كما يشوب مدينة القدس المحتلة هدوء حذر بعد مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن إصابة نحو 160 مقدسي بجروح وحالات اختناق، واعتقال 18 آخرين.

أشار المقدسيون إلى أن قوات الاحتلال كثفت تواجدها العسكري على مداخل الأحياء والقرى بالمدينة ونصبت حواجزها العسكرية، وسط حالة من الغضب الشديد في صفوف المقدسيين على ما يجري من اعتداءات إسرائيلية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.

[​img]

بدوره قال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب لـ “الخبر” إن قوات الاحتلال اعتقلت الأحد نحو 17 مقدسيًا خلال المواجهات التي اندلعت بأحياء وبلدات القدس، وأثناء اقتحام المنازل. وأوضح أن قوات خاصة اعتقلت 18 فلسطينيا من أنحاء مختلفة من القدس، لافتًا إلى أن قسما من المعتقلين نقلوا إلى مركز شرطة “عوز” في جبل المكبر للتحقيق، وآخرون إلى مركز “المسكوبية” غربي المدينة.

وكانت بلدات سلوان، العيسوية، الطور، الصوانة، وادي الجوز، شعفاط، بيت حنينا، أبو ديس والعيزرية، شهدت مساء الأحد مواجهات استخدمت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والأعيرة المطاطية والقنابل الصوتية والغازية، فيما رد الشبان بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة والمفرقعات باتجاههم. وذكر رئيس قسم الطوارئ والإسعاف في مستشفى الهلال الأحمر، أمين أبو غزالة، أن أكثر من 170 مواطن أصيبوا بشظايا القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية والغازية خلال مواجهات متفرقة في القدس وضواحيها أبو ديس والعيزرية.

وأعلنت المصادر الطبية أمس استشهاد طفل في المواجهات الدائرة في مخيم عايدة في محافظة بيت لحم. وذكرت أن الشهيد الطفل عبد الرحمن شادي مصطفى عبيد الله (13 عامًا) قد استشهد بعد إصابة حرجة إثر إطلاق النار على صدره مباشرة. كما أصيب شاب بالرصاص الحي، وثلاثة آخرين بالرصاص المطاطي في مواجهات بيت ايل، حيث أطلق الاحتلال النار بكثافة، ما أدى إلى وقوع إصابات واختناقات. وكثف جيش الاحتلال من انتشاره في معظم نقاط التماس المنتشرة في كافة أرجاء الضفة الغربية، تحسبًا لتجدد المواجهات مع جيش الاحتلال، خاصة أن أكثر من ثماني نقاط تماس شهدت مواجهات مع جنود الاحتلال أمس. وباركت فصائل المقاومة الفلسطينية العمليات البطولية في الضفة الغربية والقدس، داعية الشعب الفلسطيني للخروج في مسيرات شعبية حاشدة في مدينة غزة نصرة للأقصى وأهالي القدس والضفة.

وقال الناطق الإعلامي باسم لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد، في كلمة ممثلة عن فصائل المقاومة خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بغزة، إن الشعب الفلسطيني له الحقّ في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، وأنه ليس لليهود ولا غيرهم حق في ذرة تراب ولا نسمة هواء في المسجد. وأكد أبو مجاهد وقوف فصائل المقاومة الفلسطينية التام “إلى جانب أبناء شعبنا الثائرين في الضفة والقدس بكل ما نملك من قوة، ولن نسمح لآلة قمع الاحتلال بالاستفراد بهم”. من جهتها طالبت وزارة الشؤون الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته حيال التصرفات غير المسؤولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضربه بعرض الحائط القوانين الدولية كافة واتفاقيات جنيف وعدم امتثاله لما جاء فيها، بصفته القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين.

بينما أكدت حركة حماس أن قرارات رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس المحتلتين لن تفلح في كسر إرادته، وستزيد إصراره على المواجهة. وقال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري في تصريح صحفي وصل “الخبر” إن “هذه الجرائم لن تفلح في كسر إرادة شعبنا، وستزيد من إصراره على التحدي والمواجهة مع الاحتلال”.

ووصف أبو زهري هذه القرارات بالعنصرية والمخالفة للقانون الدولي. وكان نتنياهو توعّد، في ختام جلسة مشاورات أمنية طارئة بمقر وزارة الجيش استمرت 4 ساعات الليلة الماضية، بخوض “حرب بلا هوادة” على المقاومين الفلسطينيين، مشيرًا إلى اتخاذ عدة قرارات بهذا الخصوص.

استشهاد شاب فلسطيني قرب بيت لحم
استشهد شاب فلسطيني ظهر أمس برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية وشهود عيان. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إن الشاب عبد الرحمن مصطفى (13 عامًا) توفي متأثرًا بجراح أصيب بها أمس. وكان مصطفى قد أصيب برصاص حي في البطن خلال مواجهات اندلعت على مدخل مخيم عايدة للاجئين شمال مدينة بيت لحم، نقل على أثرها للعلاج في مستشفى بيت جالا الحكومي، بحسب شهود عيان. يذكر أنّ الفلسطينيين قد شيعوا أمس جثمان الشاب حذيفة سليمان (18 عامًا) في بلدة بلعا قرب طولكرم شمال الضفة الغربية، والذي قتل برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي فجرًا خلال مواجهات قرب المدينة.