رئيس دومنيكان سمعهم يقولون ابو مازن فاعتقد اننا غيّرنا اسم الرئيس عباس
في استقبال حافل ومهيب، وإغلاق الطرقات واستعراض حرس الشرف ولعلعة 21 طلقة مدفعية، وكأنه يوم احتفال وطني دخل الرئيس عباس والوفد المرافق له قصر الرئاسة في العاصمة هنا، وقد فاجأ الرئيس الدومنيكاني الحضور بكلمة ترحيب هزّت أرجاء القاعة، ودفعت الوزراء النواب في الجمهورية للتصفيق عشر مرات للرئيس عباس وفلسطين والعدل والحرية والاستقلال والسلام.
وفي حقيقة الامر كانت توجسنا ريبة من زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية للدومنيكان قبل وصولنا بيوم، وظن البعض ان هذه الجمهورية الصغيرة التي تربطها علاقة مصالح بأمريكا ربما تتراجع عن إعلان الاعتراف بدولة فلسطين.
الا ان الرئيس ليونير فرنانديس والسيدة الأولى مارجاريتا وقفا بشموخ امام أعضاء البرلمان، وأعلنا اعتراف الدومينكان بدولة فلسطين وسط تصفيق حار من الوزراء والنواب والساسة. علما ان الرئيس فرنارديس منتخب للولاية الثانية وهو من أصول يسارية أسوة بباقي زعماء أمريكا الوسطى والكاريبي وأمريكا اللاتينية .
وقد سرد الرئيس المضيف خلال كلمته الساخنة جدا، والارتجالية تاريخ فلسطين كله من ايام الكنعانيين والعثمانيين وصولا لياسر عرفات ومحمود عباس، وقد اذهل الجميع باطلاعه الكبير على التاريخ وأصول الحضارات .... ثم قال: اعرف اننا لسنا دولة قوية عسكريا ولا غنية اقتصاديا لكننا نحن بلد صغير لا يربو عدد سكانه عن 10 مليون نسمة، واعرف انه لا قوة لدينا لنشتغل بالسياسة الخارجية والدولية لكن قوتنا هنا نضعها من اجل الاعتراف بدولة فلسطين ومن اجل هذه القضية العادلة.
وأثناء اعترافي بدولة فلسطين قال الرئيس فرنانديس: كنت اسمع القادة يخاطبون الرئيس الدكتور محمود عباس بقولهم "ابو مازن" وانا استغربت جدا واعتقدت ان الرئيس عباس قد غير اسمه وتفاجأت من ذلك ثم قالوا لي بعدها ان العرب ينادون بعضهم باسم أولادهم البكر وان ابنه مازن وهكذا ياسر عرفات كان ابو عمار وهكذا فهمت.
وقد ذكّر الرئيس الدومنيكاني حكومته وأعضاء برلمانه ان هجرة الرئيس عباس من مدينة صفد الى سوريا ثم قطر يجب ان تذكر سكان الدومينيكان - 97% من سكان الجزيرة مسيحيون أرثوذكس - بهجرة السيد المسيح من الجليل الى بلاد أخرى حين وقع عليهم الظلم ...وان هذه هي حال فلسطين والجليل منذ 5000 سنة، وسرد الرئيس ارتجاليا تاريخ فلسطين وتاريخ حياة الرئيس عباس امام الكاميرات والصحافة، ثم قال ان بلده تفاخر بعلاقات ثقافية وتجارية مع السلطة لذلك هي مع فلسطين.
الرئيس فرنانديس كان تعرّف على رئيسنا في مؤتمر شرم الشيخ، ثم زار رام الله، وقال ان الثورات العربية يمكن ان تؤثر وتغيّر في العالم كلّه، وان عدم الاعتراف بدولة فلسطين سيؤدي الى عدم استقرار الشرق الأوسط وان اقتصاد العالم يعتمد كليا على نفط العرب وبالتالي فان الاستهانة بهذا الامر تشكل خطرا كبيرا. وفي حال نشبت حروب في الشرق الأوسط سيؤدي هذا الى كارثة على العالم كله، واذا عم السلام فهذا للعالم كله. وأعلن عن إقامة علاقات رسمية مع دولة فلسطين.
2011-10-08, 19:05
