قديم 2016-07-04, 13:47
رقم المشاركة : 1  
الصورة الرمزية iyad05
iyad05
:: سوفت ماسي ::
افتراضي البيداغوجيا المتمركزة على الأستاذ والبرنامج المدرسي وعيوبها

البيداغوجيا المتمركزة على الأستاذ والبرنامج المدرسي وعيوبها




لقد أصبح الجميع الآن مقتنع بأن البيداغوجيا التقليدية المتمركزة على الأستاذ والبرنامج المدرسي عديمة الفعالية والسبب في ذلك يرجع كما يوضح اولريك ايلوين Ulric Aylwin إلى أنها تنطلق من مسلمة خاطئة مفادها أن المعرفة توجد خارج الدماغ، وأن مهمة البيداغوجي تتمثل في نقل هذه المعرفة إلى دماغ المتعلم لتخزن في ذاكرته ويسترجعها عند الحاجة سليمة دون أن يلحقها أي تغيير (فاستعملت مفاهيم من قبيل: التلميذ، المعلم، التعليم، الاستذكار ..)، وما يثير الاستغراب أكثر هنا، هو أن الأساتذة كانوا دائما يدركون إخفاق هذه الاستراتيجية، ولم يتوقفوا قط عن الشكوى من أن المعارف التي قدمت لمتعلميهم بإحكام والتي بدا أنه قد تم تخزينها في ذاكرتهم قبل فترة، لا يستطيعون استحضارها حين يطلب منهم ذلك أو لا يبقى منها في ذاكرتهم إلا الفتات، إلا أنهم مع ذلك وبالرغم من إدراكهم لهذه الحقيقة لا يزالون مستمرين في محاولاتهم نقل المعرفة إلى دماغ المتعلم، دون أن يتوقفوا عن الشكوى من كون المتعلمين لم يحتفظوا بشيء من الدروس السابقة، وعن الشعور بالإحباط وقد صدمتهم حقيقة كون ما قدم من دروس نظرية لا يتم توظيفه أثناء التطبيق.
إن المعرفة في البيداغوجيا التقليدية تقدم إلى المتعلمين جاهزة على شكل وقائع، أو معطيات، أو مفاهيم، أو نظريات، أو قواعد، أو مهارات ..، والتعلم وفق هذه المقاربة ينحصر في استذكار واسترجاع ما تم تخزينه في الذاكرة، ومقياس أو مؤشر حصول التعلم هو كمية المعارف المخزنة في ذاكرة المتعلم.
كما أن أساس المقاربة التقليدية هو الرهان على أن المعارف والمعلومات المخزنة في الذاكرة يمكن استرجاعها تلقائيا وتعميمها وتطبيقها لاحقا في الوضعيات التي ستواجه المتعلم في الحياة، ومن ثم كان حرصها على تنظيم المعارف وبناء المحتويات المعرفية في صيغة مواد معرفية منظمة تنظيما منطقيا محكما، وذلك للاعتقاد بأن ذلك التنظيم هو وحده الكفيل بجعل هذه المعارف سهلة الاستيعاب، يسيرة المتناول، وقابلة للاستعمال.
إن الأستاذ، في البيداغوجيا التقليدية، متخصص وخبير بمادة تخصصه، ذو سلطة معرفية لا تنازع، ووظيفته هي تقديم المعارف لمتعلمين فارغي الذهن، لهذا فإن من بين الوسائل البيداغوجية المفضلة في المقاربة التقليدية العرض والإلقاء والتوضيح، والمتعلم مستقبل سلبي تابع للأستاذ، ينحصر دوره في الاستماع والمشاهدة وتخزين ما يقدم له دون نقد أو مراجعة، وأثناء الاختبار يكون مطالبا باسترجاع واستظهار ما تم خزنه في الذاكرة، لذلك تكون حصيلة المتعلمين في هذه المقاربة ضئيلة، ويجدون صعوبة بالغة في استعمال وتطبيق ما قدم لهم من معارف، وذلك لأسباب خارجة عن إرادة المتعلم يمكن إجمالها تبعا لبعض الدراسات الميدانية فيما يلي:
- المتعلمون في هذه المقاربة يتغيبون ذهنيا أثناء الدرس بنسبة 40 %.
- يتضاءل مستوى الانتباه كلما تقدم الدرس، فتصل نسبة التحصيل في الدقائق العشر الأولى من الدرس الإلقائي إلى 70% ثم تتناقص لتصل إلى20% خلال الدقائق العشر الأخيرة.
-بعد مرور أربعة أشهر لا يتبقى من المعارف المقدمة حول موضوع معين سوى 8% .
وتكشف هذه الدراسات أن المنهاج التقليدي يشجع على التعلم قصير المدى وينتهي بانتهاء الامتحانات، فيكون التعلم فيها سطحيا، حيث الأسبقية لتخزين المعارف والمعلومات في الذاكرة، وتبعية المتعلم للأستاذ، ويغيب فيها التساؤل الفاعل والنشيط، ولا تحظى مسألة إيجاد الروابط بين المعارف والمعلومات أو الأفكار بعضها ببعض بأي اهتمام، والممارسة البيداغوجية في هذه المقاربة تتسم بالرتابة والملل، ولا تثير رغبة التعلم لدى المتعلمين، كما أن الأساتذة غالبا ما يلجئون إلى العقاب البدني والنفسي لإرغام الأطفال على الامتثال لما يريدون.
إضافة رد
 

مواقع النشر (المفضلة)


البيداغوجيا المتمركزة على الأستاذ والبرنامج المدرسي وعيوبها


« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

أدوات الموضوع

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:50
المواضيع و التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي منتديات سوفت الفضائية
ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ( ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر )
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, vBulletin Solutions, Inc