يقول تعالى مخاطبًا لنبيه محمد وتوكَّل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم إلى الصلاة ، وتقلُّبك راكعًا وقائمًا وساجدًا وقاعدًا في الساجدين – أي : المصلين – يعني : يراك إذا صلَّيت منفردًا وإذا صلَّيت في جماعة .
والمراقبة هي أحد مقامَيْ الإحسان ، وهو : أنْ تعبد الله كأنَّك تراه ، فإنْ لم تكنْ تراه فإنه يراك .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُم ﴾ [ الحديد (4) ] .
يخبر تعالى أنه يعلم غيبَ السماء والأرض لا يخفى عليه شيء من ذلك .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [ الفجر (14) ].
قال ابن كثير : وقوله تعالى : ﴿ إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ قال ابن عباس : يسمع ويرى . يعني : يرصد خلقه فيما يعملون ، وسيجازي كلاً بسعيه في الدنيا والآخرة ، وسيعرض الخلائقَ كلّهم عليه فيحكم فيهم بعدله ، ويقابل كلاً بما يستحقّه ، وهو المنزّه عن الظلم والجور .
وَقالَ تَعَالَى : ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [ غافر (19) ] .
قال ابن كثير : يخبر عزَّ وجلّ عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، ليحذر الناس علمه فيهم فيستحيوا من الله تعالى حقَّ الحياء ، ويتَّقوه حقَّ تقواه ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه .